ورق أصفر

ألف ليلة وليلة ٢١: حكاية الخياط والأحدب

Noha Elebiari Season 2 Episode 21

Send us a text

تبدأ شهرازاد حكاية جديدة تماما اليوم من حكايات ألف ليلة وليلة. حكاية الخياط والأحدب واليهودي والمباشر والنصراني واحدة من أظرف حكايات ألف ليلة وليلة حتى الآن. كيف التقى الخياط بالأحدب؟ وماذا حديث لهما؟ ولماذا دار الأحدب على الثلاثة الآخرين وكيف التقت أقداره بأقدارهم. لنستمع إلى الحكاية...
 يسعدني الاستماع إلى آرائهم ومقترحاتكم على البريد الالكتروني الخاص بي 
 nohaelebiari@gmail.com

*(حكاية الخياط والأحدب واليهودي والمباشِر[1] والنَصْرَّاني[2] فيما وقع بينهم)*

 

قالت "بلغني أيها الملكُ السعيد أنه كان في قديمِ الزمان، وسالفِ الدهرِ والأوان، في مدينةِ الصين رجلٌ خياطٌ مبسوطُ الرزق، يحبُ اللهوَ والطرب، وكان يخرجُ هو وزوجتُه في بعضِ الأحيان يتفرجانِ على غرائبِ المنتزَهات، فخرجا يوما من أولِ النهار ورجَعَا آخرَه إلى منزلِهما عندَ المساء، فوجدا في طريقِهما رجلا أحدبَ رؤيتُه تضحكُ الغضبان وتزيلُ الهمَ والأحزان، فعنِدَ ذلك تقدمَ الخياطُ هو وزوجتُه يتفرجانِ عليه، ثم إنهما 

عزَما عليه أن يَرُوحَ[3] معهما إلى بيتِهما لينادمَهما تلك الليلة، فأجابَهما إلى ذلك، ومشَى معهما إلى البيت، فخرجَ الخياطُ إلى السوق، وكان الليلُ قد أقبل، فاشترى سمكا مقليا وخبزا وليمونا وحلاوةً يتحلَون[4] بها، ثم رجَعَ وحطَّ السمكَ قدامَ الأحدبِ وجلسوا يأكلون، فأخذت امرأةُ الخياطِ جِزلة[5]سمٍك كبيرٍة ولقَّمَتها[6] للأحدبِ وسدت فمَه بكفِها وقالت "واللهِ ما تأكلُها إلا دفعةً واحدةً في نفَسٍ واحد، ولا أمهلُك حتى تمضُغَها" فابتلعها وكان فيها شَوكةٌ قوية، فتصلبت في حلقِه لأجلِ انقضاءِ أجلِه، فمات و... أدركَ شهرزادَ الصباح فسكتت عن الكلامِ المباح.

 

 

فلما كانت الليلةُ الخامسةُ والعشرون قالت

بلغني أيها الملكُ السعيد أن امرأةَ الخياطِ لما لقَّمت الأحدبَ الجِزلةَ السمك ماتَ لانقضاءِ أجلِه في وقتِه، فقالَ الخياطُ "لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العلي العظيم، هذا المسكينُ ما كان موتُه إلا هكذا على أيدينا" فقالت المرأةُ "وما هذا التواني، أما سمعت قول الشاعر:

 

مالي أعللُ نفسي بالمِحالِ[7] على أمرٍ يكونُ به همُ وأحزانُ

ماذا القعودُ على نارٍ وما خمَدت 

إن القعودَ على النيرانِ خُسرانُ

فقالَ لها زوجُها "وما أفعلُه؟" قالت له "قمْ، واحمِلْه في حِضنِك وانشرْ عليه فوطةً حرير، وأخرجْ وأنا قدامَك وأنت ورائي في هذه الليلة، وقلْ هذا ولدي وهذه أمُه، ومُرَادُنا أن نوُدِيه[8] إلى الطبيب ليداويه" فلما سمِعَ الخياطُ هذا الكلامَ، قامَ وحمَلَ الأحدبَ في حِضنه، وزوجتُه تقول "يا ولدي، سلامتَك أين مَحَلُ وجعِك وهذا الجُدَرِي[9] كان لك في أي مكان" فكلُ من رآهما يقولُ معهما طفلٌ مصابٌ بالجدري، ولم يزالا سائرَين وهما يسألان عن منزلِ الطبيب حتى دلُّوهما على بيتِ طبيبٍ يهودي، فقَرَعا الباب فنزَلت لهما جاريةٌ سوداء وفتحت الباب، ونظرت وإذا بإنسانٍ حاملٌ صغيرا[10]وأمُه معه، فقالت الجارية "ما خبرُكم؟" فقالت امرأةُ الخياط "معنا صغيرٌ مُرادُنا أن ينظرَه الطبيب، فخذي الربعَ دينار وأعطيه لسيدِك ودعيه ينزلُ ليرى ولدي، فقد لحِقَه ضعفٌ" فطلِعت الجاريةُ ودخلت زوجةُ الخياطِ داخلَ العتبة وقالت لزوجِها "دع الأحدبَ هنا ونفوزُ بأنفسِنا" فأوقفَه الخياطُ وأسندَه إلى الحائطِ، وخرجَ هو وزوجتُه، وأما الجاريةُ فإنها دخلت على اليهودي وقالت له "في أسفلِ البيت ضعيفٌ مع امرأةٍ ورجل، وقد أعطياني ربعَ دينارٍ لك، وتصفْ لهما ما يوافقُه" فلما رأى اليهوديُ الربعَ دينار فرحَ وقامَ عاجلا ونزَل في الظلام، فأولُ ما نزَلَ عَثَرت رجلُه في الأحدب وهو ميت فقالَ "يا للعزيز! يا للمولى! والعشر كلمات! يا لهرون ويوشع بن نون، كأني عَثَرتُ في المريض، فوقَعَ إلى أسفلَ فمات، فكيف أخرجُ بقتيلٍ من بيتي؟" فحمَلَه وطلَعَ به من حَوْشِ[11] البيتِ إلى زوجتِه وأعلَمَها بذلك، فقالت له "وما قعودُك ههنا؟ فإن قعدتَ هنا إلى طلوعِ النهار راحت أرواحُنا، فأنا وأنت نطلِعُ به إلى السطحِ ونرميه في بيتِ جارِنا المسلم، فإنه رجلٌ مباشرٌ على مطبخِ السلطان، وكثيرا ما تأتي القططُ في بيتِه وتأكلُ مما فيه من الأطعمةِ والفيران، وإن استمرَ ليلةً تنزلْ عليه الكلابُ من السُطوحِ وتأكلْه جميعَه"  فطلِعَ اليهوديُ وزوجتُه وهما حاملانِ الأحدبَ وأنزلاه بيديه ورجليه إلى الأرضِ، وجعلاه ملاصقا للحائط، ثم نزَلا وانصرفا. ولم يستقرْ نزولُ الأحدبِ إلا والمباشرُ قد جاءَ إلى البيتِ وفتحَه وطلِعَ البيتَ ومعه شمعةٌ مضيئة، فوجدَ ابنَ آدمَ واقفا في الزاويةِ في جانبِ المطبخ، فقال ذلك المباشر "ما هذا؟ واللهِ إن الذي يسرقُ حوائجَنا ما هو إلا ابنُ آدم، فيأخذُ ما وجدَ من لحمٍ أو دُهنٍ ولو خبأتُه من القِططِ والكلاب، وإن قتلتُ قِططَ الحارةِ[12]وكلابَها جميعَا لا يفيد، لأنه ينزِلُ من السُطوح" ثم أخذَ مِطْرَقةً عظيمةً ووكزَه بها فصارَ عندَه، ثم ضرَبَه بها على صدرِه فوقَع، فوجدَه ميتا، فحزِنَ وقال "لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، وخافَ على نفسِه وقال "لعنَ اللهُ الدُهنَ واللحمَ وهذه الليلة، كيف فرَغَت مَنِيَّةُ ذلك الرجلِ على يدي" ثم نظرَ إليه فإذا هو أحدب، فقال "أما يكفي أنك أحدبُ حتى تكونَ حراميا وتسرقَ اللحمَ والدُهن، يا ستار استرني بسترِك الجميل!" ثم حمَلَه على أكتافِه ونزَلَ به من بيتِه في آخرِ الليل، ومازالَ سائرا به إلى أولِ السوق، فأوقفَه بجانبِ دكانٍ في رأسِ عَطفة[13]، وتركَه وانصرف، وإذا بنصرانيْ وهو 

سمسارُ[14] السلطان وكان سكرانَ، فخرجَ يريدُ الحمام، فقالَ له سكرُه إن المسيحَ قريبٌ "فمازالَ يمشي ويتمايلُ حتى قَرُبَ من الأحدبِ وجعلَ يُرِيقُ[15] الماءَ قُبالَه[16]، فلاحت منه التفاتةٌ فوجدَ واحدا واقفا، وكان النصرانيُ قد خطفوا عِمامتَه في أولِ الليل، فلما رأى الأحدبَ واقفا اعتقد أنه يريدُ خطفَ عِمامتَه، فطبق[17] كفَه ولكمَ الأحدبَ على رقبتِه فوقعَ في الأرض، وصاحَ النصرانيُ على حارسِ السوق، ثم نزَل على الأحدبِ من شدةِ سكرِه ضربا، وصارَ يخنُقُه خَنْقا، فجاءَ الحارسُ فوجدَ النصرانيَ باركا[18] على المسلمِ وهو يضربُِه، فقالَ الحارس "قمْ عنه" فقام فتقدمَ إليه الحارسُ فوجدَه ميتا، فقال: "كيف يقتلُ النصرانيُ مسلما؟ ثم قبَضَ على النصراني، وكتفَه وجاءَ به إلى بيتِ الوالي، والنصرانيُ يقول في نفسِه "يا مسيح! يا عذراء! كيف قتلتُ هذا؟ وما أسرعَ ما ماتَ في لكمة؟ قد راحت السكرةُ وجاءت الفكرة" ثم إن الأحدبَ والنصرانيَ باتا في بيتِ الوالي، وأمرَ الوالي السيافَ أن ينادي عليه، ونصبَ للنصرانيِ خشبة، وأوقفَه تحتَها، وجاءَ السيافُ ورمَى في رقبة ِالنصراني الحبل، وأرادَ أن يعلَقه، وإذا بالمباشرِ قد شقَ، فرأى النصرانيَ وهو واقفٌ تحتَ 

المِشنقة[19] ففسَّحَ[20] الناسَ، وقال للسيافِ"لا تفعلْ. أنا الذي قتلتُه" فقالَ له الوالي "لأي شيءٍ قتلتَه؟" قال "إني دخلتُ الليلةَ بيتي، فرأيتُه نزَلَ من السطح، وسرقَ مصالحي، فضربتُه بمِطْرَقةٍ على صدرِه فمات، فحمَلتُه وجئتُ به إلى السوق، وأوقفتُه في موضعِ كذا في عطفةِ كذا، ثم قالَ المباشر "ما كفاني أني قتلتُ مسلما حتى يُقتلَ بسببي نصراني، فلا تشنُقْ غيري" فلما سمِعَ الوالي كلامَ المباشرِ أطلقَ النصرانيَ السمسار، وقالَ للسياف "اشنُقْ هذا باعترافِه" فأخذَ الحبلَ من رقبةِ النصراني ووضعَه في رقبةِ المباشرِ وأوقفَه تحتَ الخشبة، وأرادَ أن يعلقَه، 

 

وإذا باليهوديِ الطبيبْ قد شقَ الناس وصاح على السياف وقال له "لا تفعلْ، فما قتلَه إلا أنا، وذلك أنه جاءني في بيتي ليتداوى فنزلتُ إليه فعَثَرتُ فيه برجلي فمات، فلا تقتلْ المباشرَ واقتلْني" فأمرَ الوالي بقتلِ اليهودي الطبيب، فأخذَ السيافُ الحبلَ من رقبةِ المباشرِ ووضعَه في رقبةِ اليهودي الطبيب، وإذا بالخياطِ جاءَ وشقَ الناسَ وقالَ للسياف "لا تفعلْ. فما قتلَه إلا أنا. وذلك أني كنتُ بالنهارِ أتفرج وجئتُ وقتَ العشاء، فلقِيتُ هذا  

الأحدبَ سكرانَ ومعه دُّفٌ[21]، وهو يغني بقَرحَةٍ[22]، فوقفتُ أتفرجُ عليه، وجئتُ به إلى بيتي واشتريتُ سمكا، وقَعَدنا نأكلُ فأخذت زوجتي قطعةَ سمكٍ ولُّقْمةً ودستهما في فمِه، فزَوِرَ[23] فمات لوقتِه، 

فأخذتُه أنا وزوجتي وجئنا به لبيتِ اليهوديِ، فنزلت الجاريةُ وفتحت لنا البابَ، فقلت لها: قولي لسيدِك إن بالبابِ امرأةً ورجلا ومعهما ضعيف، تعالَ انظرْه وصِفْ له دواءً. وأعطيتُها ربعَ دينار فطلِعت لسيدِها، وأسندتُ الأحدبَ إلى جِهة السُلَمِ ومضَيتُ أنا وزوجتي، فنزلَ اليهودي فعَثَرَ فيه فظنَّ أنه قتلَه" ثم قالَ الخياطُ لليهودي "أصحيحٌ هذا؟" قالَ "نعم" والتفتَ الخياطُ للوالي وقالَ له "أَطْلِقْ اليهوديَ، واشنُقني" فلما سمِعَ الوالي كلامَه تعجبَ من أمرِ الأحدبِ وقال "إن هذا أمرٌ يؤرخُ في الكتب" ثم قالَ للسياف "أَطْلِقْ اليهوديَ واشنُقْ الخياطَ باعترافِه" فقدمَه السيافُ وقال "هل نقدمُ هذا ونؤخرُ هذا ولا نشنقُ واحدا؟"

فهذا ما كان من أمرِ هؤلاء، وأما ما كان من أمرِ الأحدب فقيل إنه كان مَسخَرةً للسلطان، وكان السلطانُ لا يقدِرُ أن يفارقَه، فلما سَكِرَ الأحدبُ غابَ عنه تلك الليلةَ وثاني يومٍ إلى نصفِ النهار، فسألَ عنه بعضَ الحاضرين، فقالوا له "يا مولانا، طَلَعَ به الوالي وهو ميت، وأمرَ بشنِقِ قاتلِه" فنزَلَ الوالي ليشنقَ القاتلَ، فحَضَرَ له ثانٍ وثالثٌ وكلُ واحدٍ يقول ما قتلَه إلا أنا، وكلُ واحدٍ يذكرُ للوالي سببَ قتلِه له، فلما سمِعَ الملكُ هذا الكلامَ صرخَ على الحاجبِ وقالَ له "انزِلْ إلى الوالي، وايتني[24]بهم جميعا" فنزَلَ الحاجبُ فوجدَ السيافَ كادَ أن يَقتُلَ الخياط فصرخَ عليه الحاجبَ وقال "لا تفعلْ. وأعلم الوالي أن القضيةَ بلغت الملك" ثم أخذَه وأخذَ الأحدبَ معه محمولا والخياطَ واليهوديَ والنصرانيَ والمباشر، وطَلَعَ بالجميعِ إلى الملك، فلما تمثلَ[25] الوالي بين يديه قبَّل الأرضَ وحكى له جميعَ ما جرى من الجميعِ، وليس في الإعادةِ إفادة، فلما سمِعَ الملكُ هذه الحكايةَ تعجب َوأخذَه الطرب، وأمرَ أن يُكتبَ ذلك بماءِ الذهب، وقالَ للحاضرين "هل سمِعتُم مثلَ قصةِ هذا الأحدب؟" فعندَ ذلك تقدمَ النصراني وقالَ للملك "يا ملكَ الزمان، إن أذنتَ لي حدثتُك بشيءٍ جرى لي، وهو أعجبُ وأغربُ وأطربُ من قصةِ الأحدب، فقالَ الملك "حدِثنا بما عِندَك" فقالَ النصراني "اعلمْ يا ملكَ الزمان أني لما دخلتُ تلك الديارَ أتيتُ بمتجرٍ وأوقفَني المُقدَرُ عندَكم، وكان مولدي بمصر، وأنا من قِبطِها[26] وتربيتُ بها، وكان والدي سمسارا، فلما بَلَغتُ مَبلغَ الرجالِ تُوفِيَ والدي فعمِلتُ سمسارا مكانَه،


[1]  مباشر: اسم فاعل من باشر. وباشر الأمر أي تولاه. وهي هنا بمعنى من يتولى أمور للسلطان.
[2]  النصراني: الْمَسِيحِيُّ، مَنْ يَدِينُ بِدِينِ الْمَسِيحِ، نسبة إِلَى مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ، بالجليل من فِلَسْطِينَ والتي يُنسَبُ إِليها المسيح. وتقع على مسافة نحو ١٠٠ كم شمال القدس، وتخضع لإسرائيل حاليا.ويطلق على مدينة أيضا: نصرانة ونصورية ونصري ونصرونة. وهي مركز ثقافي لعرب ٤٨. وكلمة نصراني تستخدم منذ القدم وجاءت في حديث الرسول محمد "الحديث: كلُّ مولود يولد على الفِطْرة حتى يكونَ أَبواه اللذان يَهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه". 


[3]  والرَّواحُ: نقيضُ الصَّباح، وهو اسم للوقت، وقيل: الرَّواحُ العَشِيُّ، وقيل: الرَّواحُ من لَدُن زوال الشمس إِلى الليل. يقال: راحوا يفعلون كذا وكذا ورُحْنا رَواحاً؛ يعني السَّيْرَ بالعَشِيِّ؛ وسار القوم رَواحاً وراحَ القومُ، كذلك.
وتَرَوَّحْنا: سِرْنا في ذلك الوقت أَو عَمِلْنا؛ وأَنشد ثعلب: وأَنتَ الذي خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ، غَداةً غَدٍ، أَو رائحُ بهَجِيرِ والرواح: قد يكون مصدر قولك راحَ يَرُوحُ رَواحاً، وهو نقيض قولك غدا يَغْدُو غُدُوًّا.
[4] يتحلى: لم أعثر على تلك الكلمة في المعاجم المتاحة لي، وهي واضح معناها، أي يأكلون الحُلو.
[5]   جَزْلة أَي قِطْعَة. ابن سيده: الجِزْلة، بالكسر، القِطْعَة العظيمة من التَّمْر. الجِزْلة، بالكسر: القِطْعة، وبالفتح المصدر. وجَزَل يَجْزِل أي قَطَع. وأَجْزَلْت له من العطاء أَي أَكثرت. وعطاء جَزْلٌ وجَزيل إِذا كان كثيراً. وجَزيل أي عظيم، ونقول شكرا جَزيلا.



[7] المِحال: الجدل والإنكار، وقد شكلت الكلمة في هنداوي "مٌحال" لكني لا أرى أن المعنى يستقيم هنا.
[8]  أعتقد أنها من أودى، بمعنى "ذهب ب" لكن الذهاب في المعنى يشير إلى الهلاك، أما معنى الذهاب في المكان فاعتقد أنه غير فصيح، وتستخدم الكلمة في اللسان المصري بهذا المعنى.
[9]  الجدري: مرض ينتج عن عدوى فيروسية ويصيب المريض ببثور على الجلد.
[10]  صغير: لم تنون في الأصل، لكني اعتقد أنها مفعول به لاسم الفاعل حامل لأنه جاء في موضع خبر الجملة الاسمية الواقعة بعد إذا الفجائية.
[11]  الحَوْشُ: حَوْشُ الدار: فِناؤها. وشُبه حظيره تحفظُ فيه الأشياءُ والدوابّ. وهي كلمة محدثة، ذكرها المعجم الوسيط.

[12]  الحارة: الشارع الصغير المتصل المنازل(شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م. وتستخدم الكلمة في مصر، كما تستخدم في سوريا. وذكرت في معجم دمشق التاريخي-قتيبة الشهابي-صدر: 1420هـ/1999م. ويقول الشهابي في معجمه إن الحارة: هي الشارع الصغير الذي يتفرّع عن الجادّة. والجدير بالذكر أن تسمية (الحارة) لم تكن تعني بالضرورة عند مؤرّخي دمشق الشارع الصغير، بل كانت تعني أيضا: المحلّة، وبلغة اليوم الحي أو المنطقة.

[13]   عطفة: طريق مُلْتوية أو غير مباشرة تُستخدم مؤقّتًا بدلاً من الطّريق الرَّئيسيّة. ولم أعثر على الكلمة في المعاجم القديمة المتاحة لي، بينما عثرت عليها في معجم اللغة العربية المعاصرة، وهو معجم حديث يدرج كلمات ربما غير عربية الأصل ولا يذكر أصولها.


[14] سمسار: المُتَوَسِّطُ بين البائِعِ والمُشْتَرِي (القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م). كما ذكر لسان العرب، وهو الأقدم، أصل الكلمة: السِّمْسارُ: الذي يبيع البُرَّ للناس. الليث: السِّمْسَار فارسية معرَّبة، والجمع السَّمَاسِرَةُ.
وفي الحديث؛ أَنَّ النبي سماهم التُّجَّار بعدما كانوا يعرفون بالسماسرة، والمصدر السَّمْسَرَةُ، وهو أَن يتوكل الرجل من الحاضرة للبادية فيبيع لهم ما يَجْلبونه.

[15]  يَريق: راقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً: انْصَبَّ. وأَراقَه هو يُريقُ إِراقة.
[16]  قُبال: ما استقبلك من الشيء، وذكرت في الوسيط بينما لم أعثر عليها في أي من المعاجم القديمة المتاحة لي.

[17]  طَبَقَ: الواضح أن المعنى هو ضم كفه. لكني لم أعثر على الكلمة بهذا الشكل والمعنى في المعاجم العربية المتاحة لي. الطَّبَقُ غطاء كل شيء، والجمع أَطْباق، وقد أَطْبَقَه وطَبَّقَه انْطَبَقَ وتَطَبَّقَ: غَطَّاه وجعله مُطَبَّقاً، وليس منها "طبق". والمعنى هو التغطية أو وضع طبقة فوق طبقة، ولذلك نقول أطبق الشفتين، وأعتقد أنه من هنا يأتي الخلط بين معنى "غطى" ومعنى "أغلق" أو "جمع".
[18]  الباء والراء والكاف أصلٌ واحدٌ، وهو ثَباتُ الشيءِ، ثم يتفرع فروعاً يقاربُ بعضُها بعضاً. يقال بَرَك البَعيرُ يَبْرُكُ بُرُوكاً. والبَرْك أيضاً كَلْكَل البعير وصدرُه الذي ما وَلِيَ الأرضَ من جِلد البَطْن وما يليه من الصَّدر، مِنْ كلِّ دابة.

[19] المِشْنَقَةُ: جهاز يشنق به المحكوم عليه بالإعدام شَنْقًا.والجمع: مَشَانِقُ.وهي كلمة محدثة. (الوسيط)

[20]  فَسَحْتُ: له في المجلس "فَسْحًا": فرجت له عن مكان يسعه، و "تَفَسَّحَ" القوم في المجلس، و "فَسُحَ" المكان بالضم فهو "فَسِيحٌ" ، و "أَفْسَحَ" باللألف لغة فيه ويتعدى بالتضعيف فيقال .فسّحته.
[21] الدَّفُّ والدُّفُّ، بالضم: الذي يَضرب به (النساء)، والجمع دُفُوفٌ. وفي الحديث: فَصْلُ ما بين الحرام والحلال الصوتُ والدفُّ؛ المراد به إعلان النِّكاح.

[22] القرحة: الألم.
[23]  زَوِرَ: مالَ، وزَوِر الصدر: بمعنى إعوج، ولا أعرف ماذا يقصد باعوجاج الصدر بالضبط، وما إذا كان يشير إلى الاستخدام المصري للكلمة: بمعنى اختنق بسبب دخول الطعام إلى القصبة الهواء بدلا من المريء، فيسد مجرى الهواء.

[24]  كتبت "ائتني" والصحيح "ايتني".

[25] تمثل: هنا بمعنى ظهر، لكن المعنى هو تصور. وفي القرآن "فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا"
[26]   القِبْط وهم أَهل مصر، وفقا للسان العرب. وهي كلمة مأخوذة بتجريف عن الكلمة اليونانية بمعنى مصر Egyptos  وتنطق إيغيبتوس أو إيجيب بدون الزائدة اللغوية، ويسرت على اللسان إلى جيبت، أو حولت الجيم قاف.