ورق أصفر

ألف ليلة وليلة ٦: قصة الصعلوك الأول

August 27, 2022 Noha Elebiari Season 2 Episode 6
ورق أصفر
ألف ليلة وليلة ٦: قصة الصعلوك الأول
Show Notes Transcript

في الليلة الحادية عشرة تكمل شهرزاد حكاية الحمال مع البنات، وكما استمعنا في الليلة السابقة؛ فقد انقلب الحفل فجأة ووجد الضيوف أنفسهم على وشك الموت، وكالعادة تكون الحكاية هي المنقذ والمنجي، وخاصة إذا كانت حكاية إذا كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر ! مثل حكاية الصعلوك الأول، الاعور بالعين الشمال؟ فمن هو؟ وماذا حدث له؟ وكيف فقد عينه؟ 
عزيزتي المستمعة عزيزي المستمع، إذا رغبتم في قراءة النص مكتوبا مع هوامش المعاني والمعلومات التاريخية والثقافية أدعوكم لزيارة صفحة ورق أصفر في https://waraqasfar.buzzsprout.com ويسعدني التعرف على آرائكم ومقترحاتكم على بريدي الالكتروني الخاص nohaelebiari@Gmail.com
أو صفحتي على الفيس بوك أو إنستراغرام.

فلما كانت الليلةُ الحاديةَ عشرةَ [1]

قالت بلغني أيها الملكُ السعيد أن الصبيةَ لما ضَحِكَت بعدَ غيظِها أقبلت على الجماعةِ وقالت أخبروني بخبرِكم، فما بقي من عمرِكم إلا ساعة، ولولا أنتم أعزاءٌ أو أكابرُ قومكِم أو حكام لعَجَّلتُ جزاءكم" فقالَ الخليفةُ "ويلَك يا جعفر عرِّفها بنا وإلا تقتُلْنا" فقالَ جعفر "من بعضِ ما نستحق" فقالَ الخليفة "لا ينبغي الهزلُ في وقتِ الجِد، كلٌ منهما له وقت" ثم إن الصبيةَ أقبلت على الصعاليك وقالت لهم "هل أنتم إخوة؟" فقالوا لها "لا واللهِ، ما نحنُ إلا فقراء الحُجَّام[2]" فقالت لواحد منهم "هل أنت ولدت أعور؟" فقال "لا والله، وإنما قد جرى أمر عجيب حين تلِفت عيني، ولهذا الأمر حكاية لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لكانت عبرة لمن اعتبر" 

فسألت الثاني والثالث، فقالا لها مثل الأول، ثم قالوا "وإن كل واحد منا من بلد، وإن حديثنا عجيب، وأمر غريب" فالتفتت الصبية لهم وقالت “كل واحد منكم يحكي حكايته، وما سبب مجيئه إلى مكاننا؟، ثم يملس على رأسه ويروح إلى حال سبيله" فأول من تقدم الحمال فقال "يا سيدتي، أنا رجل حمال حملتني هذه الدلالة وأتت بي هنا، وجرى لي معكن ما جرى، وهذا حديثي والسلام." فقالت له "ملس على رأسك ورح" فقال "والله ما أروح حتى أسمع حديث رفقائي"

فتقدم الصعلوكُ الأول وقال لها "يا سيدتي اعلمي أن سببَ حلقِ ذقني وتلفِ عيني أن والدي كان ملكا وله أخ، وكان أخوه ملكا في مدينةٍ أخرى، واتفقَ أن أمي ولدتني في اليومِ الذي وُلِدَ فيه ابنُ عمي، ثم مضت سنون وأعوام وأيامُ حتى كَبِرنا، وكنتُ أزورُ عمي في بعضِ السنين وأقعدُ عندَه أشهراً عديدة فزرته مرة فأكرمني ابنُ عمي غايةَ الإكرام، وذبحَ لي الأغنام، وروق لي المُدام، وجلسنا للشراب، فلما تحكمَ الشرابُ فينا قال لي ابن عمي "يا ابنَ عمي، إن لي عندَك حاجةً مهمةً وأريدُ ألا تخالفَني فيما أريدُ أن أفعلَه، فقلتُ له "حبا وكرامة" فاستوثقَ مني بالأَيمان العِظامِ ونهضَ من وقتِه وساعتِه وغابَ قليلا ثم عادَ وخلفَه امرأةٌ مزينةٌ مطيبةٌ وعليها من الحُللِ ما يساوي مبلغا عظيما فالتفت إلى والمرأةِ خلفَه وقالَ "خذها هذه المرأةَ واسبقني إلى الجبانةِِِ[3] الفلانيةِِ ووصفها لي فعََرَفتها"، وقالَ لي ادخلْ بها التربةَ[4] وانتظرني هناك، فلم 

 

يمكنني المخالفة، ولم أقدِر على ردِ سؤالِه لأجلِ اليمين الذي حَلَفتُه، فأخذتُ المرأةَ وسرتُ إلى أن دخلتُ ال تربةَ أنا وإياها، فلما استقرَ بنا الجلوسُ جاءَ ابنُ عمي ومعه طاسةٌ فيها ماءٌ وكيسٌ فيه جِبِسٌ، وقَدُوم[5] ثم إنه أخذَ القدومَ إلى قبرٍ في وسَطِ التربة، ففكه ونقضَ أحجارَه إلى ناحيةِ التربة ثم حفرَ بالقَدومِ في الأرضِ حتى كشفَ عن طابقٍ قدر الباب الصغير، فبانَ من تحتِ الطابقِ سلمٌ معقودٌ ثم التفت إلى المرأةِ بالإشارةِ وقالَ لها دونك وما تختارين فنزلت المرأةُ على ذلك السلمِ ثم التفت إلى وقال "يا ابنَ عمي تممْ المعروفَ، إذا نزلت أنا في ذلك الموضعِ فردَ الطابقَ وردَ عليه الترابَ كما كان وهذا تمامُ المعروفِ وهذا الجِبِسُ الذي في الكيس وهذا الماءُ الذي في الطاسةِ اعجن منه الجبس وجَبَّسَ[6] القبرَ في دائرِ الأحجارِ كما كان أولا حتى لا يعرِفُها أحدٌ ولا يقولُ هذا فتحٌ جديدٌ وبطنُه عتيق، لأن لي سنةً كاملةً وأنا أعملُ فيه وما يعلمُ به إلا اللهُ وهذه حاجتي عندَك، ثم قالَ لي "لا أوحشَ اللهُ منك[7] يا ابنَ عمي، ثم نزَل على السلمِ فلما غابَ عن عَيني قمتُ ورددتُ الطابَق[8] وفعلتُ ما أمرني به حتى صارَ القبرُ كما كان، ثم رجَعتُ إلى قصرِ عمي وكان عمي في الصيدِ والقنص، فنمتُ تلك الليلةَ فلما أصبحَ الصباحُ تذكرتُ الليلةَ الماضيةَ وما جرى فيها بيني وبين ابنِ عمي وندِمتُ على ما فعلتُ معه حيث لا ينفعُ الندم، ثم خرجتُ إلى المقابرِ وفتشتُ على التربة فلم أعرِفْها ولم أزل افتش حتى أقبلَ الليلُ ولم اهتد إليها فرجَعتُ إلى القصرِ ولم آكلْ ولم أشرَبْ وقد اشتغلَ خاطري بابنِ عمي، من حيثُ لا أعلمُ له حالا، فاغتممت غما شديدا وبت ليلتي مغموما إلى الصباح، فجئت ثانيا إلى الجبانة وأنا أتفكر فيما فعله ابنُ عمي وندِمتُ على سماعي منه وقد فتشتُ في التربِ جميعا فلم أعرِفْ تلك التربةَ، ولازمتُ التفتيشَ سبعةَ أيامٍ فلم أعرِفْ له طريقا فزادَ بي الوسواسُ حتى كدتُ أن أجن فلم أجدْ فرجا دون أن سافرتُ ورجَعتُ إلى أبي. فساعة وصولي إلى مدينةِ أبي نهضَ إلى جماعةٌ على بابِ المدينة وكتفوني فتعجبتُ كلُ العجب لأني ابنُ سلطانِ المدينة، وهم خدمُ أبي وغِلماني ولحقني منهم خوف زائد فقلتُ في نفسي يا ترى ما جرى على والدي؟ وصرتُ أسألُ الذين كتفوني عن سببِ ذلك فلم يردوا على جوابا، ثم بعدَ حين قالَ لي بعضُهم وكان خادما عندي إن أباك قد غدرَ به الزمانُ وخانته العساكرُ وقتلَه الوزيرُ ونحن نترقبُ وقوعَك، فأخذوني وأنا غائبٌ عن الدنيا بسببِ هذه الأخبار التي سمعتُها عن أبي فلما تَمَثَّلتُ[9] بين يدي الوزير الذي قتلَ أبي وكان بيني وبينه عداوةٌ قديمة، وسببُ تلك العداوةِ أني كنُت مولعا بضربِ البُنْدُق[10]، فاتفقَ أني واقفا يوما من الأيام على سطحِ قصري وإذا بطائرٍ نزَلَ على سطحِ قصرِ الوزيرِ، وكان واقفا هناك فأردتُ أن أضرِبَ الطيرَ وإذا بالبندقة ِ أخطأت الطيرَ وأصابت عينَ الوزير فأتلفتها بالقضاءِ والقدرِ، كما قالَ الشاعر:[11]

دعْ الأقدارُ تفعلُ ما تشاء 

وطِب نفسا بما فعل القضاء

ولا تفرحْ ولا تحزنْ بشيء

فإن الشيءَ ليس له بقاء

(وكما قال الآخر)[12]

مشَينا خطى كُتِبت علينا 

ومن كُتِبت عليه خطى مشاها

ومن كانت مَنِيَّتُه بأرضٍ 

فليس بموتٍ في أرضٍ سواها

ثم قالَ ذلك الصعلوكُ "فلما أتفلتُ عينَ الوزيرِ لم يقدرٍ أن يتكلمَ لأن والدي كان ملكَ المدينة، فهذا سببُ العداوةِ بيني وبينه فلما وقفت قدامه وأنا مكتف أمر بضربِ عنقي، فقلتُ له "أتقلتني بغيرِ ذنب؟!" فقال "أي ذنبٍ أعظمُ من هذا؟" وأشارَ إلى عينِه المتلفة فقلتُ له فعلتُ ذلك خطأ" فقالَ "إن كنتَ فعلته خطأ فأنا أفعلُه بك عمدا" ثم قال "قدموه بين يدي فقدموني بين يديه فمدَّ إصبعه في عيني الشمال فأتلفها، فصرتُ من ذلك الوقتِ أعور كما تروني ثم كتَفَني[13] ووضعني في صندوقٍ وقالَ للسياف "تسلم هذا وأشهرْ حسامَك وخذْه واذهب به إلى خارجِ المدينةِ واقتله ودعْه للوحوش تأكلْه. فذهبَ بي وسارَ حتى خرجَ من المدينةِ وأخرجَني من الصندوقِ وأنا مكتوفُ اليدين، مقيدُ الرجلين وأرادَ أن يغمي عيني ويقتلني فبكيتُ 

 

وأنشدتُ هذه الأبيات[14]:

جعلتُكم دِرعا حصينا لتمنعوا 

سهامَ العِدا[15] عني فكنتم نصالَها

وكنتُ أرجو[16] عندَ كلِ مُلِّمة[17]

تخص يميني أن تكونوا شِمالَها

دعوا قصةَ العذالِ عني بمعزل 

وخلوا العِدا ترمي إلى نبالِها

إذا لم تقوا نفسي مكابدة العِدا 

فكونوا سكوتا لا عليها ولا لها.

 

وأنشدتُ أيضا هذه الأبيات:[18]

 

وإخوانٍ  تخذتُهمُ[19] دُرُوعا

فكانوا ولكن للأعادي

وخِلتُهمُ[20] سِهاما صائباتٍ 

فكانوها ولكن في فؤادي

وقالوا قد صَفَت منا قلوبٌ

لقد صَدَقَوا ولكن عن ودادي[21]

وقالوا قد سَعَينا كلَ سعي

لقد صدقوا ولكن في فسادي.

 

فلما سمِعَ السيافُ شعري وكان سيافَ أبي ولي عليه الإحسان قال "يا سيدي، كيف أفعلُ وأنا عبدٌ مأمور" ثم قالَ لي فز بعمرِك ولا تعد إلى هذه الأرض فتهلِك وتَهلِكَني معك كما قالَ الشاعر[22]:

 

ونفسُك فز ْبها إن خفتَ ضَيما

وخلَّ الدارَ تَنعَى[23] من بناها

فإنك واجدٌ أرضا بأرضٍ

ونفسُك لم تجْد نفسا سواها

عجِبتُ لمن يعيشُ بدارِ ذلٍ

وأرضُ اللهِ واسعةٌ فلاها[24]

ومن كانت مَنِيَّتُه بأرضٍ 

فليس يموتُ في أرضٍ سواها

وما غَلُظَت رقابُ الأسد 

حتى بأنفسِها تولت ما عَناها[25].

 

ٍ فلما قال لي ذلك قبَّلتُ يديه وما صدقتُ بالنجاةِ حتى فررتُ وهانَ علي تلف عيني بنجاتي من القتل، وسافرتُ حتى وصلتُ إلى مدينةِ عمي، فدخلتُ عليه وأعلمتُه بما جرى لوالدي وبما جرى لي من تلفِ عيني، فبكى بكاءً شديدا وقال "لقد زدتني هما على همي وغما على غمي، فإن ابنَ عمِك قد فُقِدَ منذ أيامٍ ولم أعلمْ ما جرى له، ولم يخبرْني أحدٌ بخبرِه." وبكى حتى أُغْمِيَ عليه فلما استفاق قال 

"يا ولدي، قد حزِنتُ على ابنِ عمِك حزنا شديدا وأنت زدتني بما حَصَلَ[26] لك ولأبيك غما على غمي ولكن يا ولدي بعينِك ولا بروحِك، ثم إني لم يمكني السكوتُ عن ابنِ عمي الذي هو ولدُه، فأعلمته بالذي جرى له ففرِحَ لما قلتُه له فرحا شديدا عندَ سماعِ خبرِ ابنِه وقال "أرني التربة" فقلتُ "واللهِ يا عمي لم أعرفْ مكانَها لأني رُحتُ بعد ذلك مراتِ لأفتشَ عليها فلم أعرفْ مكانَها، ثم ذهبتُ أنا وعمي إلى الجبانةِ، ونظرتُ يمينا وشِّمالا فعرفتُها ففرِحت أنا وعمي فرحا شديدا، ودخلتُ أنا وإياه التربةَ وأزحنا الترابَ ورفعنا الطابقَ، ونزَلتُ أنا وعمي مقدارَ خمسينَ درجةً فلما وصلنا إلى آخرِ السُلَّمِ، وإذا بدخانٍ طَلَعَ علينا فغَشِيَ أبصارَنا، فقالَ عمي الكلمةَ التي لا يخافُ قائلُها وهي "لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العلي العظيم" ثم مَشَينا، وإذا نحن بقاعةٍ ممتلئةٍ دَقيقا وحبوبا ومأكولا وغيرَ ذلك، ورأينا في وسَطِ القاعةِ ستارةً مسبولةً على سَريرٍ، فنظرَ عمي إلى السرير فوجدَ ابنَه هو والمرأةَ التي نزَلَت معه صارا فحما أسود وهما متعانقان كأنهما ألقيا في جبِ نار، فلما نظرَ عمي ذلك بصقَ على وجههِ وقال "تستحقُ يا خبيث، فهذا عذابُ الدنيا وبقيَ عذابُ الآخرة وهو أشدُ وأبقى و.... أدركَ شهرزادَ الصباحُ فسكتت عن الكلامِ المباح.


[1]  كتبت في الأصل الحادية عشر، وكل اليالي ذات الأعداد المركبة كتبت كذلك لاحقا وقمت بتعديلها.
[2]  لست متأكدة من معنى كلمة حجام في هذا السياق، لكنة شكلتها على جمع حاجِم وهو من يمتهن الحِجاَمة، والحجامة نوع من العلاج التقليدي القديم بإخراج بعض الدم من المريض.
[3]  الجَبَّان والجَبَّانة، بالتشديد: الصحراء، وتسمى بهما المقابر لأَنها تك ون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه.
[4] التُربة بمعنى المقبرة دخلت إلى المعاجم الحديثة ومن بينها الوسيط. وهي في اللغة المصرية الحديثة.
[5] القَدُوم: الحديدة يُنحَتُ بها.
[6] جَبَّس: الفعل لم أجدها في المعاجم العربية المتاحة لي، لكنها ظهرت في الحديثة بما في ذلك الوسيط.
[7]  لا أوحش الله منك، أي لا أذهبك الله، فتوحشك أحباؤك.
[8] المقصود هنا الطَّبَقُ غطاء كل شيء، والجمع أَطْباق، وقد أَطْبَقَه وطَبَّقَه انْطَبَقَ وتَطَبَّقَ: غَطَّاه وجعله مُطَبَّقاً؛ ومنه قولهم: لو تَطَبَّقَت السماء على الأَرض ما فعلت كذا.
[9]  تَمَثَّلَ: أي تصور بشخصه، وفي القرآن؛ مريم آية17 "فَأرْسَلْنَا إلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيَّا."
[10]  البُنْدُقُ الذي يرمى به، والواحدة بُنْدُقة والجمع البنَادِقُ.
[11] الأبيات تبدو مستوحاة من أبيات للإمام الشافعي، وهي المرة الثانية التي نلتقي فيها بشعره في الليالي، والأصل يقول:
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
[12] تنسب هذه الأبيات إلى الشيخ عبد العزيز الدريني. وهو مصري عاش في القرن العاشر الميلادي، وهذه الأبيات هي أشهر ما كتب من الشعر، ويوصف بالعارف بالله ومن ثم فهو صوفي. وهو معاصر للسيد البدوي. لكن الأبيات أيضا نُسِبت إلى شعراء آخرين، وليس بوسعي التأكد.

[13]  كَتَفَ فلاناً: شَدَّ يَدَيْهِ إلى خَلْفُ بالكِتافِ، وهو: حَبْلٌ يُشَدُّ به. هذا المعنى لا يظهر في المعاجم المتاحة لي السابقة على القاموس المحيط.
[14]  الأبيات بتصرف عن ابن الرومي، وهو شاعر من أب رومي وأم فارسية، عاش في بغداد في القرن التاسع من العصر الراهن الثالث الهجري، في ظل الإمبراطورية  (الدولة) العباسية. والأبيات الأصلية هي:
تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
نِبَاَل العدا عنِّي فكنتُمْ نصالَها
وقد كنتُ أرجو منكُم خيرَ ناصرٍ
على حينِ خذلان اليمين شِمالَها
فإنْ أنتُمُ لم تحفظوا لمودّتي
ذِماماً فكونوا لا عليها ولا لَها
قفوا موقفَ المعذورِ عنّي بمعزلٍ
وخلّوا نبالي والعِدا ونبالَها
فكم مِن أعادٍ قد نصلْتُ رُماتَها
وكم من رجالٍ ما استَبَنتُ اعتزالَها
وما أوْحشتْني وِحدةٌ معْ مذلَّةٍ
إذا الحربُ صفَّتْ خيلَها ورجالَها
هي النفسُ إمّا أن تعيشَ بغبطةٍ
وإلا فغنمٌ أن تزولَ زوالَها
عفاءٌ على ذكرِ الحياةِ إذا حمتْ
على المرءِ إلا رنْقها وسِمالَها

[15] العِدا، بكسر العين: الأعْداءُ، وهو جمعٌ لا نظيرَ له.
[16]  في الأصل (أرجي) وأعتقد أن الأصح هنا (أرجو) لأن الأولى بمعنى يؤخر،  أما الثانية فبمعنى يتمنى وهي مناسبة للمعنى.
[17]  المُلِمّة النازلة الشديدة من شدائد الدهر ونوازِل الدنيا. ونقول ألمت به الشده أي نزلت به.
[18] الأبيات من ابن الرومي أيضا.

[19]  في الأصل (تخذتهمو). و(خلتهمو).
[20]  خِلتُ من خالَ بمعنى ظن.
[21]  (صدقوا عن ودادي) معنى هذا الشطر غير واضح لي.
[22]  الأبيات للشاعر المصري عبد العزيز الدريني من القرن العاشر في العصر الراهن، وقد التقينا ببعضها في موضع سابق من الحكاية نفسها، ويبدو أنها من أشهر ما قال هذا الشاعر.
[23] ينعى: يعلن وفاة.
[24]  الفلاة: الأرض المستوية التي ليس فيها شيء.
[25]  عَنَاهُ الأَمْرُ: هَمَّهُ، وخضع له. وفي القرآن " وعَنَتِ الوُجُوهُ للْحَيِّ القَيُّوم".
[26] في الأصل (حَصَلَك) وهي تبدو لي مصرية تماما.